كثيرون يظنون انهم قادرون بأنفسهم وخبراتهم الشخصيه ان يربوا أولادهم على أحسن مايكون . ويصيح البعض " أليس هكذا ربانا أباؤنا لنكون على مانحن فيه الآن ؟" وهذا الكلام صحيح حيث أن الله وهب الإنسان ، كما الحيوانات والطيور، دافعاً الأبوه والأمومه ، فالوالد يشفق على أبنه ويهتم به ويدافع عنه ، باذلاً من أجله كل شىء حتى حياته ، ناظراً إليه انه امتداد لحياته .
هذا الدافع أودعه الله فى حياة الانسان بدرجات متفاوته ، ينمو وينضج يوماً فيوماً . فلاعجب إن رأينا الطفله تمثل فى ألعابها دورالأمومه ، تحنو على دُميتها وتهتم بها كابنه لها ، تقدم لها عواطف الحب .
ينمو هذا الدافع فى اتجاه أو آخر حسبما تمليه عليه بيئة المرء وثقافته ، فقد ينمو أباً (اوأماً) محباً او قاسياً ، مدللاً للغير أو معنفاً أو معتدلاً ، مشجعاً لبنيه او مثبطاً لهممهم أو متجاهلاً شئونهم ، آمراً ، ناهياً ، أو لطيفاً مترفقاً ، أو غير مبال.
لذلك لانستطيع ان نربيهم كما تربينا دون مراعاه للمتغيرات وحاجات العصر فهذه تسمى تربيه رجعيه ، وليس معنى ذلك التسيب او التفريط لكن تربيه فى إطار القيم والمبادىء الصحيحه ، فى تفهم يحقق البنيان لاالهدم والتحرك السليم لاالتقوقع المريض .
" انا بربيهم ذى ابويا وجدى . ده جيل ماينفعش غير بتكسير راسه "
"لك الحق وإذا ماعملتش كده يضيعوا وماحدش يقدر يلمهم "
" ياعيال انتم زعلانين ليه، قولوا حاضر، واعملوا اللى انتم عاوزينه . اهه كلام واوامر ولاهم شايفين ولادريانين بحاجه"
- ضغوط ، يخضع لها بعض الاطفال بضيق وتبرم ، ويتحداها ويرفضها البعض الآخر بتمرد ، وتترك تأثيرات سلبيه فى هؤلاء وأولئك.
فعالم الاطفال عالم واسع يحتاج الى درايه بطبيعة الطفل وأساليب التعامل معه ، والعوامل التى تؤثرفى بناء شخصيته ، وتكيفه الاجتماعى .
كذلك معرفة مختلف المؤثرات النفسيه والأجتماعيه ، التى تحدد طرق تعامله ، وعلاقاته بالآخرين .
ذلك كله يتطلب دراسه وإعداد وتعلم ومهاره وكفايه ويقظه وخبره وقبل كل شىء معونة الرب وارشاده . حتى يشبوا أناساً ناضجين ، وشخصيات متكامله جسدياً ونفسياً ، عاطفياً وفكرياً ، روحياً وإجتماعياً .
فلكل مرحله من مراحل العمر ملامحها ومتطلباتها ومتاعبها ومميزاتها وهذا ماسوف نتناوله فى الموضوعات القادمه بمعونة الرب .
اذن .التربيه ليست عمليه عنف وقوه ضغط ، لكنها معرفه وقياده فى حكمه.