سوق الحرفين بصحااا♥ر..

سوق الحرفيين بصحار تجسيد للحضارة العمانية على مدى السنينيعتبر سوق الحرفيين بولاية صحار من أهم المزارات السياحية التي يفد إليها السياح والزوار إلى هذه المدينة التاريخية من مختلف الدول العربية والأجنبية نظراً لما يشتهر به هذا السوق من الصناعات والمهن التقليدية التي عرفها العمانيون منذ مئات السنين وعايشوها مع اختلاف الزمان والمكان بالإضافة إلى كون السوق يقع بالقرب من قلعة صحار التاريخية على البحر والتي تحتوي بين جنباتها على متحف تاريخي.
وكذلك فإن سوق الحرفيين بولاية صحار يقع بالقرب من جامع السلطان قابوس بالولاية والسوق الشعبي وقد أنشئ سوق الحرفيين بمنطقة الحجرة في ولاية صحار بمكرمة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – يحفظه الله ويرعاه لأبناء ولاية صحار وافتتح في عام 1999م بهدف تشجيع الحرفيين والحفاظ على الحرف العمانية التقليدية في مبنى تم تشييده على الطراز العربي الإسلامي بمساحة (9000 متر مربع) منها (7000 متر مربع) للمحلات الحرفية ومرفقاتها، وقد جمع هذا العديد من الصناعات التقليدية والمشغولات اليدوية العمانية من مختلف الصناعات الجلدية والخزفية والسعفية بالإضافة إلى المنسوجات القطنية والصوفية والمصوغات الذهبية والفضية وكذلك صناعة العطور والأعشاب والأدوية الطبيعية وعسل النحل والحلوى العمانية والأسلحة التقليدية، حيث يوجد به (16) محلا وبكل محل مشغل وصالة للعرض والبيع بالإضافة إلى قاعة فسيحة للمعروضات ومسجد ومطعم ومقهى ومرافق ومكاتب إدارية ومسرح مفتوح وكذلك مواقف متسعة للسيارات.
وقد أكد عدد من الحرفيين والعاملين بهذا السوق أن السوق أعطى لهم الفرصة الكبيرة لممارسة مهنهم التقليدية والمحافظة عليها وكذلك التعريف بمنتجاتهم الحرفية من خلال العرض والبيع والذي غالبا ما يكون بنسبة كبيرة للسياح الأجانب الذين يزورون السوق والإستمتاع بمختلف المنتجات التقليدية التي تحكي بعضا من تاريخ الإنسان العماني قديما والتي ظلت مرتبطة به مع التطور العصري والتحول الحضاري حيث يقول جمعة بن سعيد الحمداني والذي يعمل في حرفة السعفيات بدأت أمارس هذه الحرفة منذ فترة طويلة وقد أخذت مهارتها من والدي الذي كان يعتبرها حرفته المفضلة حيث أن مهنة السعفيات سهلة وموادها متوفرة فهي تؤخذ من سعف النخيل وبالتالي فهي غير مكلفة. وقال الحمداني: إن الأشياء التي يقوم بإنتاجها من خلال تلك الحرفة تتمثل في القفير (وعاء تجميع الرطب) والشت (وعاء تحفظ فيه الأشياء المنزلية) والسماط أو المفرش أو العزاف الذي يستخدم مع المائدة والميزان التقليدي المستخدم سابقا والمشب الذي يستخدم للتهوية وأوضح الحمداني أن تلك المهنة تعتبر في غاية السهولة بالنسبة له وأنه يقوم بنفسه باستخراج المواد السعفية المستخدمة حيث قال: أقوم بتحضير السعف أولا من جريد النخيل ثم أجففها في الشمس لمدة يومين ومن ثم أقوم بعملية السفافة لصنع أي من الصناعات التي ذكرتها، وكنت في السابق أزاول مهنتي هذه داخل المنزل وبصورة مبسطة وكان بيعها مقتصرا على عدد محدود من الأشخاص أما الآن وبعد افتتاح سوق الحرفيين –يقول- وجدت المكان المناسب للصناعة والعرض والتسويق حيث أقوم بعرض منتجاتي ولدي مشغل به كل مستلزمات المهنة وكسبت شهرة معرفة واسعة من خلال زوار السوق من مختلف مناطق وولايات السلطنة وكذلك السياح من البلدان المجاورة ومن دول أوروبية والذين أبدوا إعجابهم بهذه المهنة وبساطتها وقال أنه لولا وجود هذا السوق الذي شجع فينا الإستمرار في حرفنا لما استطعنا أن نحقق أهدافنا ولضاعت حرفنا مع الأيام. وقال سعيد الجهوري الذي يعمل بحرفة صيانة وتصليح الأسلحة التقليدية بدأت أمارس هذه المهنة من حوالي أحد عشر عاما أي بعد خروجي للتقاعد من عملي في العسكرية وقد أحببت هذه المهنة واستمررت فيها بالرغم من خطورتها وبحكم أنني كنت متمرسا على السلاح ولدي خبرة كافية تؤهلني للقيام بمثل هذا العمل لكنها مكلفة حيث أن المعدات الخاصة بصيانة وتصليح الأسلحة تشترى بأسعار غالية ويضيف الجهوري في السابق كنت أزاول هذه المهنة بالمنزل بعدها قمت بفتح محل خاص لي إلى أن افتتح هذا السوق الذي يعتبر فكرة طيبة لأصحاب المهن التقليدية حيث تجمعت به العديد من المهن والحرف التقليدية وهذا سيعطي الدافع للمحافظة على تراثنا العريق كي لا يتلاشى مع مرور الأيام وتغير العصر وقال وجودي هنا أكسب مهنتي شهرة واسعة بينما كانت محصورة على معارفي وأصدقائي حيث يتوافد السياح على هذا السوق المصمم على أحدث طراز معماري بشكل يومي وأضاف هنا توفر لي المكان المناسب لمزاولة عملي وبدأت في التوسع شيئا فشيئا وشعرت بارتياح تام لما وصلت إليه من نجاح بفضل وجود هذا السوق، ومما سهل علي عملي وجود معمل لحفظ مستلزمات العمل والقيام به بكل سهولة ويسر بعد المعاناة الكبيرة وكما هو معروف لدى الجميع بأن هذه المهنة قديمة فكان يزاولها الآباء والأجداد منذ قديم الزمان والآي يجب علينا أن نحافظ عليها وهنا نتقدم بالشكر والعرفان لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – يحفظه الله ويرعاه – على مكرمته السامية بإنشاء هذا السوق الذي يعطي الدافع للمحافظة على مختلف المهن والحرف العمانية التقليدية كما نشكر مكتب تطوير صحار على ما يقدمه لنا من تسهيلات.
كما تقول مريم البريكي التي تعمل بمحل بيع التحف والهدايا بالسوق أن السلطنة تعتبر دولة أثرية عريقة بقلاعها وحصونها الأثرية إلى جانب موروثاتها الشعبية وتولي الكثير للمحافظة على تراثها الشعبي القديم الذي خلفه الآباء للأبناء، فهي تشتهر بالعديد من الصناعات الحرفية التقليدية كصناعة السفن والفخار والسعف والمناديس إلى جانب صناعة الأسلحة التقليدية وصياغة الفضة وغيرها من الصناعات الأخرى. فمن أجل هذا ومن أجل المحافظة على تراث الأجداد من الضياع بذلت السلطنة مختلف الجهود، فصار جهدها في سبيل تحقيق أحلام المواطنين وتنمية أعمالهم الحرفية وزيادة مهاراتهم اليدوية ببناء العديد من المتاحف والأسواق الأثرية، وهنا يأتي سوق الحرفيين في ولاية صحار كأحد تلك المعالم الأثرية التي تحافظ على التراث وذلك من خلال الصناعات المختلفة التي يحتويها هذا السوق، وأضافت أن سوق الحرفيين بولاية صحار يتميز بموقعه القريب من قلعة صحار التي تشتهر بها الولاية والتي تشتهر بموقعها الإستراتيجي على شاطئ البحر وتضيف مريم البريكي أن صناعة المناديس هي إحدى الصناعات الموجودة في هذا السوق فهي حرفة قديمة كان الأجداد في الماضي يعملون بها وتعتبر من أهم الحرف التقليدية المتوارثة من الأجداد والتي مازالت تمارس إلى هذا الوقت ويعتمد في صناعتها على الخشب وأكثر ما يميز هذه المناديس نقوشها الجميلة وتصميمها الرائع حيث كان الأهالي في الماضي يستخدمونها لحفظ الأغراض والأدوات الخاصة بهم سواء أكانت ملابس أو أوراقا أو نقودا أو غيرها من المستلزمات الشخصية وكان كذلك تستخدم لنقل مستلزمات العروس إلى بيتها الجديد وتأتي المناديس على أشكال وأحجام مختلفة فمنها الصغير والكبير والمتوسط وبها ألوان جميلة ورائعة.
ومن الأشياء الموجودة في السوق كذلك الفخاريات التي تصنع من أجود أنواع الطين الموجود في السلطنة وتقوم بصناعته أياد ماهرة وبارعة في هذه المهنة بأشكال وأحجام مختلفة ومتنوعة ومزخرفة بنقوش رائعة وجميلة وبعد الإنتهاء من صناعتها توضح في أفران عالية الحرارة حتى تصبح صلبة وقوية جاهزة للإستخدام وتستخدم الفخاريات كأوان للشرب وحفظ الماء وحفظ النقود عن الضياع، وفي الوقت الحاضر تستخدم الفخاريات للزينة وغرس الورود الشتلات الزراعية وغيرها من الإستعمالات الأخرى. وتضيف مريم البريكي أن إلى جانب الفخاريات والمناديس يوجد بالمحل الذي تعمل به في سوق الحرفيين بولاية صحار التحف الجميلة المزينة والفضيات النسائية التقليدية التي كانت النساء تلبسها في الماضي وهي الحلي الفضية تزين بها يديها ورجليها وعنقها. وقالت: أن سوق الحرفيين يعتبر محطة رئيسية للزوار في ولاية صحار سواء كانوا من داخل السلطنة أو من خارجها إلى جانب الزوار الأجانب الذين يأتون للسياحة واكتشاف المعالم الأثرية والموروثات الشعبية التقليدية الموجودة في هذا البلد العريق بالتراث والتعرف إليها عن قرب ودراستها جيدا والتقاط بعض الصور التذكارية وأخذ معلومات عن بعض التراث العماني.
أما حسن بن محمد البلوشي الذي يمارس مهنة صياغة الذهب والفضيات وصناعة الخناجر فقال إن هذه المهنة التقليدية التي كان يمارسها الإنسان العماني منذ القدم هي مهنة ممتازة جدا، وفي اعتقادي أن الصائغ يعتبر كمهندس البناء الذي يجب أن يكون ذا تفكير دقيق ولديه حس فني ومهارة عالية، وقد تعلمت هذه المهنة من والدي الذي تعلمها من جدي وأعمل بها منذ حوالي 35 عاما، والآن أقوم بتدريب أبنائي عليها لتبقى مصانة من الإندثار كونها تشكل لي مصدر فخر واعتزاز، وأضاف مهنتي هذه اكتسبت شهرة أوسع عندما افتتح سوق الحرفيين بولاية صحار والذي صمم على طراز جميل حيث يزور السوق جنسيات مختلفة ويهتمون كثيرا بالتعرف على الحرف التقليدية الموجودة به.

مشكووؤؤر عـ تووؤؤاجدكـ