○• الليالي◘◘ المظلمهـ○•

الليالي المظلمه
في يوم جميل ،أشرقت الشمس على منزل صغير، من خارجه الهناء ومن جوفه العذاب ، في ذلك اليوم ولد في ذلك المنزل طفل جميل، يحمل في وجهه معنى البراءة ولكنه ولد من أم حنونة ووالد لا يحمل في قلبه معنى للرحمة والحنان ، وبعد مرور سنين من ولادة ذلك الطفل البريء طلق الأب زوجته وأخذ الطفل معه ، وذهب ليعيش مع ولده وعادة الأم إلى منزل أهلها وفي عيونها دموع التحسر على فقدان ولدها ن وبعد أيام تزوج الأب من امرأة حنونة وكانت تعتني بالطفل الصغير ، وولدت تلك الزوجة ولدا وبنتا ، وبعد مرور عدة سنوات طلق الأب زوجته ، وأخذت الزوجة أولادها رغم قسوة قلب الأب ويبعد مرور أيام تزوج امرأة تناسب سلوكه وأخلاقه ، وقد كانت لا تحمل في قلبها معنى للرحمة والحنان ، فقد زاد عنا وعذاب هذا الطفل البريء الذي تتقاذفه أمواج الحياة من الهناء إلى العذاب، وبعد مرور عدة سنوات أراد الولد الدخول إلى المدرسة لأخذ العلم ،لعل حياته قد تتغير، فقد كان يحلم بالمستقبل الذي ينتظره ولكن هذا الطفل كانت أحلامه سرابا تناثر في الهواء،وبعد أن دخل المدرسة اشتدت قسوة الأب ،فلم يدع لولده الهناء نفي ظل الدراسة والعيش مع طلاب العلم ، بل حرمه من مصروفه المدرسي، فقد كان هذا الطفل يرى جميع الأولاد الذين في مثل سنه ، يعيشون في الهناء و الرخاء ، في ظل والدين يملأ قلبهما الرحمة والحنان ،وكانت عيون هذا الطفل تحدق بهم والدموع تنهمر على خديه، فقد كان يجلس وحيدا عند ذهاب الأولاد للأكل والعب لأنه في المنزل لا يعرف معنى لهذه الأشياء ، فقد كان الجميع يأكل إلا هذا الطفل البريء ، إلا إذا عطف عليه أحد من الأطفال ورحمه ، فقد كان يلبس ملابس ممزقه لا يسعها أن تكسو إلا بعض أجزاء من جسمه وعندما يدخل الفصل الدراسي لا يملك أي قلم للكتابة به ، فقد كان يذهب ويبحث عن الأقلام من وراء الفصول وكانت هذه الأقلام هي التي يرميها الطلاب عندما لا تصلح للكتابة بها ، وكان والده يشتري له دفترا واحدا لكل مادة ، إلا أن المعلم قد طلب من جميع الطلاب إحضار دفترين لكل مادة ،وهذا الطفل لا يملك إلا دفترا واحدا، وكان المعلم يضربه على هذا الدفتر ، ويطلب منه إخبار والده أنه يريد دفاتر أخرى ، ولكن هذا الولد لا يستطيع أن يكلم والده ن أو يطلب منه شيئا ؛ لكثرة قسوة قلبه،وبعد مرور أيام ولدت زوجة أبيه طفلا جميلا ، ومع مرور الأيام كبر وترعرع على الدلال ، فقد كان يُشترى له الغالي والثمين، وكان يطلب فيعطى ، ولا يكلف بأي عمل لا يرغب بالقيام به ، فقد كان يعيش حياة عكس حياة أخيه ، فأخيه يتلقى معاملة قاسية من والده وزوجته ،وكخادم لهما، فعايش هذا الطفل أيام العذاب ، فقد ألزم بالقيام بالأعمال المنزلية الشاقة ، من كنس وطهي وكي وغسيل..وكانت زوجة أبيه لا تحمل معنى للشفقة على هذا الطفل البريء وبعد مرور عدة أيام من معايشة العذاب وعلى المعاملة القاسية، لأي شيء يقوم به..وفي ليلة من الليالي التي أطل فيها القمر على الأرض ليمحو الظلام الدامس ، كان هذا الطفل جاسا على نافذة صغيرة ، في غرفة خشبية يسودها الظلام والأمنيات المتناثرة على أرجائها ،نسج على جوانبها خيوط العنكبوت جلس هذا الطفل البريء يتأمل القمر ويناجيه، يــــا قمر: سمعت عن حنان الأم الكثير الكثير فكيف أصف هذه الأم التي لا أجدها بقربي عندما أحتاجها ،فانهمر الدمع على خديه ، وبعد مرور الوقت قام من مكانه وفتح الباب ودموعه تتساقط على الأرض ، وخرج تائها لا يعرف أين تقوده خطاه وهو يناجي القمر:أأقول أمي لهذه العمة الحقود ، أو لهذه الأم التي تركني بين زلالات العذاب ، ولكن هل يحق هذا الاسم المقدس لهن، تمنيت لو أني لست موجود في هذه الحياة التعيسة، ولكني أرفع رأسي مكرما معززا عند خالقي رب السماء... أماه! منيت نفسي بحياة سعيده يملأها الحب و الحنان في ظل والدين كرام، كم تحرقت روحي حنينا لنداء ولدي الغالي ...من فاه ندي ، لكي يضمني حنانا ويرعاني عطفا ،يطعمني ويسقيني ، وأناجيه ويناجيني لتمتلئ حياتي بالهناء... شريد أنا في أرض الله لا أرض تؤيني ولا سماء تدفيني ،منيت الأمومة فلم أجدها ...أمـــــــــــــاه! قالوا إن الأم هي حصن أبنائها تدفع الغالي والثمين من أجل سعادتهم ،فأين أنتي هذا؟؟!!!..قالوا إنها مهد الحنان وروح التفاني عبر الزمان ... قالوا إنها الضلال وفردوس الأكوان ...قالوا عن الأم وقالوا فأين أنتي يا أماه ؟!!!... كيف رميتني بين فكي الموت لأحيى ذليل العمر ...والآن وقد حار فكري .. ارجعي لتسمعي صدع روحي ... لتداوي جراح القلب الممزق .. ارجعي لتطهري سيرتي وذكري.. ضاع عمري بين أحضان أب لا يعرف معنى للرحمة ،تائه مضيت وتائهه انتهيت ، أي جرم ارتكبته لكي ألقى هذا العذاب؟!!...أمــــــــــــاه!!..لم أشعر أبدا بقدسية الحب والجلال ارجعي وافعلي شيئا ، كيف أصدق أنك أنت الأم وقد تركتني بين زلالات العذاب، أين هي قدسية الأمومة ... التي تحميني من النيران والظلمات .. وهل تكفي الأمومة ولادة أم من عالم الأرحام أقتات.... وتعثر هذا الطفل البائس وسط ظلمات الليل ... وقد هاجر الحياة ولن يعـــــــــــــــــــــود...

يسلموو ع القصه

مشكووؤؤر عـ المرور اخوووي العزيز
lklhigu